المصدر: “النهار”
في الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن الاتفاق النووي أمر ايجابي للمنطقة، وقد يساهم في حل المشكلات العالقة بين القوى الاقليمية، يرى بعض المراقبين أن الامر لا يتعدى إطار كبح جناح ايران النووي ووضعها تحت الوصاية الدولية في مقابل امتيازات اقتصادية. ولا تقف القراءة السياسية عند هذا الحد، فبعض المحللين يجد ان اطلاق يد ايران في الحرب على “داعش” لن يساهم في القضاء على التنظيم الارهابي بل سيقويه ويسمح بالتمدد الايراني في المنطقة بحجة محاربة “داعش”. ويأتي الموقف الروسي من الاتفاق النووي ليؤكد أنه حل ايجابي على صعيد العلاقة بين ايران والغرب، لكنه لن ينعكس ايجاباً على الوضع في سوريا “.
تحالف اميركي – ايراني غير معلن
لا شك في ان هناك توافقاً اميركياً – ايرانياً في الحرب على #داعش في العراق، ولو غير معلن. ويؤكد السياسي توفيق الهندي لـ”النهار” ان “الاتفاق النووي بين ايران والغرب نتيجة لسياسة أوباما الذي بدأ مفاوضات جدية مع ايران قبل وصوله الى سدة الرئاسة بهدف جعل ايران حليفة استراتيجية لاميركا في الحد الاقصى، وقوة اساسية في الشرق الاوسط كحد ادنى، وان الاتفاق هو الخطة الاولى في هذا الاتجاه”.
الاتفاق سيقوي طهران و”داعش”
دخول طهران الحرب على “داعش” ليس قراراً مفاجئاً، لانها تحاربه منذ بدء الأزمة في سوريا. وقال الهندي: “لا استغرب ان تدخل ايران كطرف أساسي في الحرب على “داعش”، لان ذلك اصبح تفصيلاً، فالاميركيون طالبوا ايران بان تكون جزءاً من الحل في #سوريا. اضافة الى ذلك، التعاون مع ايران ضد “داعش” قائم في العراق ولو بشكل غير معلن ومن “تحت الطاولة”، ولا استبعد ان تتعاون واشنطن مع #حزب_الله التابع عضوياً لايران لضرب التنظيم الارهابي”.
تدخل ايران ضد “داعش” سلبي
دخول ايران الصراع ضد “داعش” بشكل كبير لن يكون له انعكاسات ايجابية بقدر سلبياته. ويؤكد الهندي في هذا الاطار ان ” انعكاس دخول ايران ضد “داعش” سيكون سلبياً، لانه لا يمكن محاربة جهة أصولية جهادية سنية بقوة جهادية اصولية شيعية، وهذه المواجهة في المنطقة ستساهم بتقوية الطرفين الجهاديين، وسيكون ذلك على حساب الاعتدال السني الموجود في المنطقة والدول العربية وحتى على حساب الاعتدال الشيعي والاقليات من مسيحيين ودروز وغيرهما، ما سيشعل الحرب في المنطقة دون نتيجة”.
وقد لا تتوقف الآثار السلبية لدخول ايران الحرب على “داعش” في المنطقة، بل قد تصل الى الدول الاوروبية كما هو حاصل الآن ولاحقاً الى اميركا.
ويعتبر الهندي أن “تأثير الصراع بين الطرفين الجهاديين لن ينحصر في المنطقة العربية، بل سيتوسع الى اوروبا اولاً، ولاحقاً الى اميركا، وذلك لان قدرتهما على محاربة بعضهما بعضاً ومحاربة الآخر في الوقت نفسه قوية جدا”.
الاتفاق سيؤجج الصراع
صحيح ان دول الخليج رحبت بخجل بالاتفاق النووي، لكنها لم تتخذ موقفاًحاسماً منه لانه قد يأتي على حسابهم. ويوضح الهندي ان العرب، وتحديداًالسعودية، لم يأخذوا موقفاً حاسماً من الاتفاق، لانهم يعتبرون أن هذا الاتفاق حصل على حسابهم، ولا يريدون الدخول في صراع مع واشنطن، فالاموال التي ستجنيها طهران من جراء الاتفاق النووي ستساعدها على تحسين اقتصادها في الداخل، وتساعدها على التمدد في المنطقة، والبعض يعتبر أن تأثيرها قد يصل الى الانتخابات الرئاسية الاميركية، لذلك اعتبر ان “الاتفاق سيؤجج الصراع في المنطقة وليس العكس”.
ايران تحت الوصاية
في المقابل، يرى المحلل السياسي العراقي عبد محمد فلاح في حديث لـ”النهار” ان “الاتفاق مع ايران لا يمكن حصره الا في اطار وضع ايران تحت الوصاية الدولية وكبح جناح برنامجها النووي، وان اليوم الذي وقعت فيه طهران الاتفاق ليس نهاية الصراع مع الغرب، بل بداية مسار انهاء الصرع”.
لا ضوء اخضر اميركياً لايران
ويعتبر ان “الاتفاق دفع الاميركيين الى الانخراط اكثر في الحرب ضد “داعش” في العراق، وتجلى ذلك بزيارة الجنرال ديمبسي الى العراق. وبوجود قيادات عسكرية اميركية على ارض المعركة في الانبار، كما ان نتائج القتال على الارض تعكس التدخل الاميركي بعد تحقيق نتائج ايجابية، ما يؤكد انها تريد أن تكون المسيطرة على ميدان المعركة في الانبار وليس #طهران”.
طمأنة السعودية
وتؤكد واشنطن مراراً انها لن تتعامل مع الحرس الثوري الايراني الذي تعتبره تنظيماً ارهابيا. ويقول فلاح إن ” زيارة كيري الى المنطقة ستكون إحدىأبرز مهماتها التأكيد ان الاميركيين لن يتعاملوا مع الحرس الثوري الايراني الارهابي، وان الاتفاق لن يكون على حسابهم. وهو سيسعى إلى طمأنتهممن ان النفوذ الايراني لا يتمدد في المنطقة”. والتقدم الحاصل ضد الحوثيين في اليمن يؤكد أن الاميركيين لا يريدون ان تنتصر ايران في الحرب. ويؤكد فلاح ان “الاميركيين دخلوا بقوة على ارض المعركة في اليمن ولو بشكل غير مباشر، وبدأت النتائج تظهر تباعاً مع تقدم القوات الشعبية على الارض وتراجع القوات الحوثية”. واعتبر ان “واشنطن لن تسمح بتقدم ايران في المنطقة على حساب حلفائها في الاعتدال السني”.