ازاميل/ بغداد: كشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الأربعاء أن عدم تصويت البرلمان على الاصلاحات التي قدمها كان سيدفع به فورا لتقديم استقالته.
جاء ذلك في كلمة له خلال يوم الشباب العالمي وتابعها موقع أزاميل إن “في حال عدم التصويت على الاصلاحات من قبل البرلمان لكنت قد قدمت استقالتي”.
يذكر أن مجلس النواب صوت، أمس الثلاثاء (11 آب 2015)، بالاجماع على حزمتي الاصلاحات الحكومية والبرلمانية.
وشهد العراق الإعلان عن عملية إصلاحات كبيرة مازالت تثير اسئلة كبيرة ومتشعبة عن مستقبله السياسي، على خلفية التظاهرات الحاشدة في العراق، وإعلان رئيس الحكومة حيدر العبادي عن إصلاحات كبيرة بشكل مفاجئ ، وقيام مجلس النواب العراقي في سابقة نادرة بتمرير حزمة من الإصلاحات وغيرها من الاقتراحات بالإجماع.
من جانبه، اعتبر الخبير القانوني زهير كاظم عبود أنّ ” الجماهير الآن تطلب إصلاحا حقيقيا، وتطلب عودة لحياة مدنية، وتطلب إنعاش وضع العراق المالي والسياسي والاجتماعي، وهو ما يحتاج إلى حزمة إصلاحات، وسيتمكن العبادي من تنفيذها إذا سلخ نفسه من شرنقة حزبه، حزب الدعوة الذي فشل في إدارة العراق “.
” المرجعية أكدت أنها ستوفر الحماية للعبادي في حال تنفيذه للإصلاحات”
لكن القوة الحاسمة التي وجّهت بوصلة السيد العبادي، وهي المرجعية الشيعية، حسب رأي البعض، لا تملك تأثيرا على الكتل غير الشيعية لإجبارها على تنفيذ الإصلاحات، حيث يقف السنة والكرد خارج مظلتها.
وفي هذا السياق أشار العوادي إلى ” أنّ المرجعية مُلزِمة للتحالف الوطني العراقي وهو كتلة الأحزاب والقوى الشيعية. ورغم ان مكونات الكتلة السنية والكردية تكن للمرجعية الاحترام والتقدير فقد صرح أعضاء من الكتلتين أنهم ملتزمون مع الحكومة ليس وفقا لرأي المرجعية، بل بموجب وثيقة الاتفاق السياسي التي تم التوقيع عليها مع الحكومة، وبموجب الاتفاق مع العبادي وزعوا المناصب. وأضاف الخبير العوادي الذي عمل فترة مستشارا إعلاميا لرئيس المجلس الأعلى الإسلامي ( الشيعي) في العراق: ” كان هذا واضحا فيما قاله النجيفي بعد اجتماعه بكتلة تحالف القوى الوطنية التي يرأسها، معلنا أنّ إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء يعد خرقا للدستور”. ويشار هنا إلى أنّ الدستور العراقي ينصّ على أنّ لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء نائبا واحدا.
ويضم مجلس النواب العراقي 328 نائبا، يمثلون نظريا كل مكونات الشعب، لكن نسيج المجلس الصعب المرتبط بمكونات المشهد السياسي يتيح للنواب أن يرشحوا بدلاء عنهم يتولون العضوية، وهو أمر يعني عمليا أن شخصا حصل على 100 ألف صوت – وهو نصاب الفوز بمقعد نيابي- قد لا يحصل على المقعد إذا لم توافق كتلته أو حزبه على ترشيحه، فيما يحصل على العضوية شخص لم يجمع سوى 500 صوتا ولكن كتلته الكبيرة تقترحه، وعن ذلك أشار الخبير القانوني زهير كاظم عبود إلى أنّ ” أكثر من نصف أعضاء البرلمان ليسوا منتخبين من قبل الشعب، بل معينون من قبل أحزابهم بموجب المحاصصة الطائفية والسياسية التي يلزمهم بها قانون استبدال الأعضاء”.
العبادي: ساواصل الإصلاح “وان كلفني ذلك حياتي”
المتظاهرون الغاضبون يطالبون بإلغاء المحاصصة والتوافق وبعضهم يطالب بحل البرلمان، فيما يزعم أغلب السياسيين أن العملية السياسية قائمة على هذين المبدأين. ويطرح ذلك سؤالا حول مدى قدرة رئيس الحكومة حيدر العبادي على الوصول إلى حل وسط. وفي الإجابة عن ذلك يقول القاضي السابق زهير كاظم عبود ” الحل الوسط يتحقق إذا كان العبادي يؤمن حقيقة بأنّ الجماهير لن تخذله”.
لكن التساؤل الأصعب هو الى أي حد يمكن أن يمضي العبادي في خطة الإصلاح؟
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت الثلاثاء قوله، إنه سيواصل الإصلاح “وإن كلفني ذلك حياتي”. وفي نفس هذا الاتجاه، أشار الخبير في الشأن العراقي باسم العوادي، “الحل الوسط هو أن يمضي العبادي في خطة الإصلاحات بدعم المرجعية ويراهن على الوقت خلال الفترة القادمة كي يستطيع تمرير حزمة الإصلاحات الثانية”. وفي استنتاج شخصي يعتبر الخبير أن”العراق يمضي قدما باتجاه الانتخابات المبكرة خلال الأشهر الستة القادمة ”