حذّرت المرجعية الدينية العليا في النجف، الجمعة، المتظاهرين في العراق من رفع شعارات “تحرّف” مسار مطالبهم، وتعطي “مبررات” للمتضررين من الإصلاحات الأخيرة.
وياتي هذا التحذير بعد رفع مواطنين وجهات سياسية لشعارات تطالب بإلغاء البرلمان وتشكيل حكومة طوارئ فضلا عن مطالب أخرى تصل إلى حد رفض تدخل رجال الدين في الحياة السياسية.
في إشارة واضحة إلى أن بعض القوى الدينية المتهمة بالفساد ستطعن بهذه المطالب بحجة أنها تحارب الإسلام والمسلمين.
وأكد ممثل المرجعية في كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة، التي أقيمت في الصحن الحسيني،أن “من متطلبات النجاح في معركة الإصلاح هو تفهم السياسيين الذين بيدهم مقاليد الأمور بأحقية مطالب الشعب في توفير الخدمات، ومكافحة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وقيامهم بخطوات أساسية تحقق الثقة” .
ودعا المسؤولين إلى “كسب ثقة المواطن، وأن يبرهنوا على أنهم جادون في الإصلاح وصادقون في نوايهم”، مشيرا إلى أن “المواطن جرب وعودا سابقة لم يجد منها على أرض الواقع شيئا”.
وحثّ ممثل المرجعية الشعب العراقي على “التنبه بأن النجاح يتطلب توظيفا سليما وصحيحا لآلياته حتى يضمن الوصول إلى الهدف المنشود”، داعيا المتظاهرين إلى “اختيار عناوين مطالبهم، بحيث تعبر عن أصالة وحقانية هذه المطالب، وألا يسمحوا بحرفها إلى عناونين تعطي المبرر للمتربصين بهذه الحركة الشعبية والمتضررين منها للطعن بها”، وفق تعبيره.
يشار إلى أن المحافظات العراقية شهدت الجمعة مظاهرات مطالبة بمحاربة الفساد.
وتظاهر المئات من أهالي محافظة البصرة أمام مبنى ديوان المحافظة للمطالبة بإقالة محافظ البصرة ومجلس المحافظة على خلفية تدهور الواقع الخدمي، وكثرة الفساد المستشري في المحافظة، على حد قولهم.