السفير الأمريكي السابق في بغداد زلماي خليل زادة: يحدد ستة عوامل تتحكم بنجاح او فشل معركة الموصل” في مقال له بموقع national interest ويحذر من ان عدم الاستعداد لليوم التالي للتحرير قد يؤدي لإثارة عدة حروب جديدة، وقد تسفر عن دمار كبير في المدينة،
.
واشار زادة إلى أن عمليات إعمار المدن السنية المحررة في #العراق تكاد تكون معدومة كما أن عودة النازحين إلى مدنهم لم تزل محدودة.
مشيرا إلى أن عدم إيلاء الاهتمام بالمرحلة اللاحقة لتحرير الموصل من قبل المسؤولين، قد يفسد كل شيء وستكون العملية بأكملها مجرد بداية لسلسلة حروب عراقية جديدة
واعتبر زادة أن التدخل التركي الذي رفضه العبادي، جاء ردا على مشاركة قوات مؤيدة لإيران في معركة الموصل وتلعفر قد يسفر عن استقطاب طائفي سيعقد أي جهود لتحقيق الاستقرار من قبل القوى المحلية.
العامل الأول: التوتر بين بغداد والأكراد،
قال انهما رغم تحالفهما ضد داعش لكن هذا لا يمنع التصادم بينهما، سواء بسبب الموصل أو المناطق المتنازع عليها ومنها كركوك، مبينا أن بارزاني من المرجح أن يسعى لعلاقة جديدة مع الحكومة العراقية، إما من خلال الاستقلال الفوري أو اعلان إقليم كونفدرالي لفترة محددة.
وأكد أن عدم وجود اتفاق بين بغداد وأربيل سيزيد المنافسة للحصول على دعم السنة.
.
العامل الثاني: الحكم المحلي لنينوى،
هناك انقسامات كبيرة بين القوى المحلية لمحفظة نينوى حول ذلك، بغداد اختارت نوفل حمادي لقيادة مجلس المحافظة مع ممثلين عن الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان. وعلينا أن نرى ان كانت هذه الصيغة، مقبولة من سكان نينوى من النازحين والذين تعرضوا لوحشية داعش.
لكن هناك جانب آخر للمشكلة وهو أن الحكومة العراقية والجيش الامريكي عملت على دمج بعض القوى السنية في خطط العملية، وهؤلاء مستقبلهم ما زال غامضا خاصة وأن المحافظ السابق النجيفي، ما زال يطمح بدور له في ادارة الموصل، وربما في قيادة إقليم مستقبلا.
وعموما سيحدد الاجتماع الذي سيعقد هذا الأسبوع بين الاكراد وامريكا والقادة العراقيين اللمسات النهائية على خطط قد تتجاهل هذه النقطة.
العامل الثالث: إعادة الإعمار
لا يبدو أن هناك أي خطة جدية لاعادة الاعمار بعد تحرير الموصل.
وقد يؤدي قرار البرلمان العراقي بإقالة وزير المالية، هوشيار زيباري، إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية ويقوض فرص الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي. كما يمكن أن يعقد العلاقات بين الأكراد وكتل أخرى في البرلمان العراقي.
العامل الرابع:معالجة السبب الجذري.
المعركة وشيكة جدا، ولهذا من المقلق جدا أن هذه القضايا لا تزال دون حل. ناهيك عن الحاجة إلى ترتيبات طويلة الأجل تعالج الأسباب الجذرية للصراع الطائفي في العراق.
التأخير في حل هذه القضايا المثيرة للقلق بشكل خاص، علما أن كثيرين في المنطقة يعتقدون أن إدارة أوباما تنظر إلى مسالة تحرير الموصل كقضية موروثة يجب حسمها قبل انتخابات نوفمبر تشرين الثاني. فيما يتخوف العرب السنة من أن إيران قد تستغل نفاد صبر إدارة أوباما بعقد صفقة ليست في صالحهم بشأن القضايا الرئيسية، وخاصة مشاركة الميليشيات الشيعية.
الحل هو عدم تأجيل هزيمة ISIS في الموصل، ولكن يجب الاعتراف بأن التسويف في التعامل مع كل هذه التحديات على المدى الطويل قد يؤدي لتفاقم الإرهاب والتطرف في العراق.
وهناك فكرة واحدة يفضلها العديد من زعماء العرب السنة والجمهور وهي تحويل نينوى الى اقليم فيدرالي. ودعا لها النجيفي، ولكن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي عارض بشدة الفكرة.
العامل الخامس والسادس
العبادي، يبدو منفتحا ولكن هناك عاملين يعيقان حركته، الأول هو المتشددين الشيعة الذين يعارضون إعطاء السنة العرب أي نوع من الحكم الذاتي خشية إضعاف سيطرتهم.
والآخر هو الخوف من انتشار فكرة الفيدرالية خارج كردستان وربما تحذو البصرة الغنية بالنفط حذوها، بما يضعف صلاحيات الحكومة المركزية.
حل هذه القضايا وغيرها لتقاسم السلطة، ولا سيما التوازن بين المركز والأقاليم، هو المفتاح لإنهاء الحرب الأهلية في العراق. والصيغة قد تكون من خلال تقاسم العائدات. لكن الاتفاق على ميثاق وطني شامل بين العراقيين قد لا يكون ممكنا في هذه المرحلة، لأن ذلك سيتطلب اتفاقيات مفصلة بشأن تقاسم السلطة بين المركز والأقاليم أو إقرار نظام كونفدرالي او لامركزي، ولكن يمكن ان تشكل هذه مجرد بدايةة.
وفي الختام، شن حملة ناجحة في الموصل ربما تكون قادرة على أن كون علامة هامة في طريق المصالحة، ولكن فقط إذا تم إعطائها الاهتمام اللازم بين المخططين لها.
وبخلاف ذلك، يمكن أن يكون النصر في الموصل مجرد علامة على بداية لسلسة أخرى من حروب العراق الداخلية