طرحت مستشارة أمريكية سابقة للحكومة الأمريكية عدة خيارات تمكن من يتبعها من التخلص من بقاء الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على سدة الرئاسة خلال الفترة القادمة.
وتساءلت “روزا برووكس” أستاذة القانون في جامعة جورج تاون، والمستشارة السابقة في وزراة الدفاع الأمريكية والحكومة: “هل نحن فعلا عالقون مع هذا الشخص؟”.
وأضافت “برووكس” في مقال لها في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية وترجمته “عربي21” أن هذا سؤال عالمي يتم طرحه الآن، لأن الرئيس الأمريكي – وفقا لها – أثبت أنه “مجنون كما خشي كثيرون” على حد وصفها.
وحاولت المستشارة الأمريكية تذكير كثير من المتفائلين سابقا، بالقول: “هل تتذكرون المتفائلين قبل تنصيب ترامب؟ الذين قالوا: عندما يصبح رئيسا، أنا متأكد من أنه سيدرك أنه ليس من المنطق الانسحاب من المعاهدات، أو عندما يصبح رئيسا: متأكد من أنه سيتفهم أن عليه التوقف عن الكتابة على تويتر موجها الشتائم بشكل عشوائي، أو عندما يصبح رئيسا أنا متأكد من أنه سيضع جانبا مقولاته في حملته الانتخابية السخيفة مثل بناء جدار مع المكسيك، وهكذا”.
وتحدثت مستشارة وزارة الدفاع السابقة بأن نتائج الأسبوع الأول من حكم ترامب كانت بتحذير الرئيس الصيني من حرب تجارية وإعلانه أن بكين قد تضطر لأخذ دور الدفاع عن التغيير المناخي والتجارة الحرة ضد سياسة الحماية الأمريكية، فيما ألغى الرئيس المكسيكي زيارته لواشنطن، فيما صرح قادة مكسيكيون أن الجدران قد تقودنا لحرب فعلية وليس تجارية فقط، وذلك وفقا للكاتبة.
وسردت “روزا” نتائج الأسبوع الأول أيضا بالقول إن أحد قيادات حزب ترامب أدان انتشار “ادعاءات” التزوير في انتخابات الأمريكية، إضافة لخطط فتح سجون سرية للاستخبارات الأمريكية، وفي النهاية استقالة مسؤول كبير في إدارة وزارة الخارجية.
وذكرت “بروكس” التي تعمل محاضرة جامعية اليوم أن شعبية ترامب هي الأسوأ في تاريخ الرؤساء الأمريكيين في بداية عهدهم، حيث وصلت شعبيته في أحدث استطلاعات الرأي 36 بالمائة بالنسبة للأمريكيين، فيما قال 80 بالمائة من البريطانيين إنهم يعتقدون أن ترامب رئيس سيئ، إضافة إلى 77 بالمائة من الفرنسيين و78 بالمائة من الألمان بنفس الاعتقاد.
وأشارت المستشار السابق للحكومة إلى أن هناك عددا من الطرق للتخلص من بقاء ترامب رئيسا، بالنظر لصعوبة انتظار أربع سنوات قادمة طويلة للانتهاء، ومن هذه الطرق:
الأول، وفقا للقانون الأمريكي، فإن غالبية بسيطة في مجلس النواب تستطيع التصويت على “التشكيك بترامب، لأسباب مثل الخيانة، السرقة، أو جرائم ذات مستوى أعلى، أو التجنح”.
وأضافت: “إذا تمت إدانة الرئيس بأغلبية الثلثين في مجلس النواب، فإن ترامب ستتم إزالته من منصبه”. وأشارت إلى أنه بعد أسبوع واحد فقط في منصبه، فإن ثلث الأمريكيين يتوقون لرؤية اتهام ترامب وإزاحته من منصبه وفقا لأحدث استطلاعات الرأي.
وذكرت أستاذة القانون أن مجلس النواب ليس بحاجة إلى أي دليل لخيانة الرئيس أو حتى اتهامه بالقتل لإزاحته من منصبه، ولكن غالبية مجلس النواب هي للجمهوريين في مجلس النواب والشيوخ، لذلك فإن هذه الخطوة تصبح لا معنى لها، إلا إذا سيطر النواب المعارضون لنهجه على الكونغرس في الانتخابات القادمة من عام 2018.
وذكرت “روز” خيارا آخر لإزاحة ترامب وهو “التعديل الـ 25 من الدستور”، وأشارت إلى أنه قانون غامض، والذي ينص على أن نائب الرئيس وغالبية المسؤولين الأساسيين في الحكومة يستطيعون إعلان أن الرئيس غير قادر على القيادة والقيام بوظيفته في مكتبه، ولذلك يتم فورا تسلم نائب الرئيس مسؤوليات الرئيس.
أما الخيار الثالث وفقا للكاتبة، فهو أن يكون مايك بينيس طامحا لمنصب الرئيس، وقالت: “لنفترض أن بينس هو شخص عاقل يعارض الأفعال المتهورة، ونجح في استمالة القيادات العسكرية المسؤولة عن الأسلحة النووية، إضافة لآخرين من حكومة ترامب، فإذا تدهورت الأمور بطريقة سيئة جدا، فإن هؤلاء يستطيعون استبدال رئيس جديد برئيسهم، ألا وهو نائب الرئيس”.
وشددت المستشارة الأمريكية السابقة على أنه من الممكن أن يحاول مجلس النواب إبطال نص التعديل الـ25 من الدستور، لكنها ذكرت أن وجود نصف الحكومة مع “بينيس” وإعلان ترامب بأنه غير مؤهل، فلن يستطيع حينها حتى مجلس النواب ذو الأغلبية الجمهورية مواجهة ذلك”.
#