ميركل تزور السعودية على رأس وفد اقتصادي كبير وتقول: ثمة قصور كبير في ملف حقوق الإنسان

ميركل تزور السعودية على رأس وفد اقتصادي كبير

حثت المستشارة ميركل في جدة على وقف غارات التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن، مذكرة أن لدى ألمانيا “لوائح صارمة فيما يتعلق بتصدير أسلحة”. كما نوهت ميركل إلى قصور في ملف حقوق الإنسان بالمملكة.
تجري المستشارة الألمانية ميركل خلال زيارتها للسعودية محادثات حول الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” والاحتباس الحراري العالمي والحرب في اليمن وذلك في مستهل جولة خارجية تقوم بها المستشارة قبل قمة مجموعة العشرين.
توجهت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الأحد (30 إبريل/نيسان) إلى الرياض لإجراء محادثات حول عدد من القضايا. وتشكل سلسلة اجتماعات المستشارة الألمانية جزءا من التحضير لاجتماع قمة مجموعة العشرين، الذي يضم قادة الدول الصناعية والناشئة الكبرى في العالم، والذي ستترأسه ميركل في مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا في تموز/يوليو المقبل.
وقال مسؤولون في برلين إن وفدا من كبار رجال الأعمال في ألمانيا يرافقون ميركل في زيارتها للمملكة العربية السعودية، وستتطرق المحادثات أيضا إلى الأزمة اليمنية حيث تدعم المستشارة الألمانية دعوة الأمم المتحدة إلى التوصل لهدنة وحل سياسي للحرب في اليمن.
وقال المسؤولون إنه من المتوقع أن تطلب المستشارة من مضيفيها في السعودية بذل المزيد من الجهود للحد من الحواجز التجارية، مشيرين إلى أن مشروعات التسليح ليست على جدول أعمال المحادثات.
ومع ذلك، ترغب ميركل خلال محادثاتها في جدة مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن نايف، أن تطرح أسئلة حول حقوق الإنسان ودور المرأة في البلاد. كما طلبت زوجة المدون السعودي رائف بدوي، الذي أثار سجنه وجلده احتجاجا دوليا، من ميركل أن تطالب بالعفو عنه خلال زيارتها للمملكة.
وبعد أن تختتم زيارتها، التي تستمر يوما واحدا إلى مدينة جدة السعودية، ستجري ميركل محادثات غدا الاثنين في الإمارات العربية المتحدة مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ثم تلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود يوم الثلاثاء.

Advertisements
Advertisements
Advertisements


يذكر أن كل من روسيا والسعودية أعضاء في مجموعة العشرين.

وقعت السعودية وألمانيا، مذكرات ومشاريع تعاون بين حكومتي البلدين، بحضور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، التي تزور الرياض.

ووقعت مذكرة تفاهم مع شركة “سيمنس” الألمانية المساهمة جو كيزر. حول تطوير الصناعات المستدامة من خلال توطين التقنيات وتسريع وتيرة التحول الصناعي الرقمي في السعودية بما يتماشى مع “رؤية 2030”.

Advertisements

كما وقع مشروع إعلان نوايا مشترك في مجال التعاون الإنمائي بين الصندوق السعودي للتنمية، ووزارة التعاون والاقتصاد والتنمية الفيدرالية الألمانية، إضافة إلى برنامج تعاون تنفيذي في مجال التدريب التقني والمهني.

وكذلك وقعت مذكرة تفاهم حول دعم وتمكين “رؤية 2030” السعودية، وبرنامج التحول الوطني فيما يتعلق باستراتيجيتها الرقمية والحلول التكنولوجية ذات الصلة.

Advertisements

ميركل من جدة: ثمة قصور كبير في ملف حقوق الإنسان بالسعودية

فيما أعربت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن اعتقادها بحدوث تقدم في العلاقات العسكرية بين بلادها والسعودية، لكنها انتقدت وضع حقوق الإنسان في المملكة. وبعد لقائها مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز في جدة، قالت ميركل اليوم الأحد (30 نيسان/ أبريل) إنه فيما يتعلق بأمور مثل عقوبة الإعدام أو موقف المدون المسجون رائف بدوي أو آخرين عديدين، ” فإننا سنثقب بطبيعة الحال في اللوح السميك لحقوق الإنسان”، وأضافت ميركل أن ثمة أوجه قصور كبيرة في هذا المجال.

Advertisements

فهم سعودي لعدم بيع ألمانيا السلاح 

وقالت ميركل إن هناك رسالة مهمة صادرة اليوم هي أن برلين والرياض تستطيعان التعاون اقتصاديا بشكل جيد، دون “الإخلال” باللوائح الألمانية الصارمة الخاصة بصادرات صفقات التسليح. وكان نائب وزير الاقتصاد السعودي، محمد التويجري، قال في تصريحات لمجلة “شبيغل” قبل بدء زيارة ميركل إلى السعودية إن بلاده “لن تسبب مشاكل بإبداء رغبات جديدة في الحصول على أسلحة (من ألمانيا)”، وأضاف: “نقبل التحفظ الألماني المتعلق بصادرات إلى السعودية، إننا نعرف الخلفيات السياسية”.

من جانبها، قالت ميركل: “لدينا لوائح صارمة فيما يتعلق بتصدير الأسلحة”، ولفتت إلى أن هذا أدى في الماضي إلى عدم تفهم في السعودية. وأشارت إلى الاتفاقية التي أبرمتها اليوم وزارتا الدفاع الألمانية والسعودية لتدريب قوات عسكرية سعودية في ألمانيا، وقالت: “لا نستطيع أن يكون لدينا جنود ألمان في كل مكان في العالم، لكننا نستطيع أن ننقل معرفتنا التقنية”، وأضافت أن ألمانيا تدعم “تزيد قدرة دول على خوض الحرب بنفسها”.

فرص اقتصادية ضخمة

Advertisements

كما أعربت ميركل عن رغبتها بوقف الغارات الجوية السعودية في اليمن. وقالت: “نحن نعول على عملية تقودها الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى حل دبلوماسي، ولا نعتقد بإمكانية وجود حل عسكري لهذا الصراع”. وأضافت أنه يجب الحيلولة دون تعرض المزيد من الأشخاص في اليمن الفقير للعيش “في وضع إنساني سيئ للغاية”، ولفتت إلى أن السعودية ليست اللاعب الوحيد المضطر لقبول حلول توافقية.

وأشارت ميركل إلى أنها ترى فرصا للأوساط الاقتصادية الألمانية في المملكة العربية السعودية في ظل إعادة الهيكلة الاقتصادية الهائلة في المملكة. وقالت: “إن المملكة العربية السعودية حريصة للغاية على أن تقوم الأوساط الاقتصادية الألمانية بإسهامها هنا أيضا”. وأشارت إلى أن المملكة تقف حاليا أمام مهمة تطوير أفق مستقبلية جديدة في ظل أن 70 بالمئة تقريبا من شعبها يقل عمره عن 30 عاما. وأوضحت أنها لهذا السبب تم توقيع اتفاقات مهمة مع المملكة من قبل الأوساط الاقتصادية الألمانية.

وأشارت المستشارة إلى أن البرنامج الاقتصادي الطموح تحت عنوان “رؤية السعودية 2030” ليس موجها للنواحي الاقتصادية فحسب، “ولكنه يعني أيضا – في ظل كل الصعوبات – انفتاحا للمجتمع، ولا سيما المزيد من الحقوق والفرص للنساء”. وقالت ميركل إن الأمر يتعلق بزيادة نسبة القوى العاملة من النساء وكذلك بدفع عدد أكبر من النساء إلى مناصب قيادية.

ع.خ/ ع.ج (د ب ا)

المصدر: وكالات

Advertisements

شاهد أيضاً

ما هي التناقضات بين الإعلان الإسلامي لحقوق الانسان والإعلان العالمي؟

ما هي أبرز الاختلافات و التناقضات بين الإعلان الإسلامي لحقوق الانسان والإعلان العالمي لحقوق الانسان؟، …