الجزء الاول تلخيص الجذور التاريخية للشريعه الاسلامية
أحمد محمد أسامه
مقدمه:
قررت ان اكتب تلخيص كتاب الجذور التاريخية للشريعه الاسلاميه للاستاذ خليل عبد الكريم بعد ان طلب مني بعض الاصدقاء كتابته وهذه الفكره لم تقتصر علي هذا الكتاب فقط ولكني قررت ان ابدا في تلخيص عده كتب مهمه ومفيده فمنذ ثلاثينات القرن الماضي ولم تتغير الاوضاع الراهنه في المنطقه بالاخص القضايا السياسيه والفكريه والدينيه والاقتصاديه وهذا ماقصدته في اعاده تلخيص بعض الكتب فمشاكلنا موجوده واطروحات هذه الكتب تصلح كاحلول وكأفكار بديله لتلك الازمات التي نتوارثها كما هي فكتب الدكتور سيد القمني والدكتور فرج فوده والاستاذ خليل عبد الكريم وكل من كتب في الفكر والسياسه في زمنه اصبح موجودا ومطروحا مما جعل لهذه الاعمال مكانه قيمه ولها رؤيه ممتده قد تفيدنا كاحلول وليست فقط اطروحات منتهيه واول كتاب قررت ان اكتب فيه تليخصه هو الجذور التاريخية للشريعة الاسلاميه للأستاذ خليل عبد الكريم حتي اكون صريحا فهذا التلخيص اذا اضفت عليه وجهه نظري او علقت عليه فلم اخرج عن سياق الفكره المطروحه بالمراجع والدليل .
يري الاستاذ خليل عبد الكريم ان العرب هم ماده للاسلام استنادا الي المقوله المنسوبه للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه والماده هي الاصل والمعدن المكون كما ان الاسلام يدين للعرب بالكثير
وقد فسر الدكتور طه حسين مقوله الفاروق عمر (العرب ماده للاسلام ) بأنهم كانوا مصدر قوته العسكريه وهو جانب يسير وترك باقي الجوانب بل اخطرها الا هو ان العرب هم مصدر الكثير من الاحكام من القواعد والانظمه والاعراف والتقاليد التي جاء بها الاسلام او شرعها واكد علي ذلك الاستاذ خليل ان التورارث لتلك القواعد والانظمه كان يشمل الشرائع التعبديه والاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه والحقوقيه وهذا مانأتي به في تفنيد تلك الشرائع ومصادرها وكيف كانت تقننها السماء وتوافق عليها ورحمه الله بعباده وتشريع ماتوفر أليهم من قوانين وشرائع وتنظيما لها وسوف ابدا في الجزء الاول من المقالات بالشرائع التعبديه وهما نوعان من وجهه نظر استاذنا خليل عبد الكريم هناك شرائع موروثه عن القبائل العربيه وهناك شرائع واحكاما موروثه من الصائبه والصابئه هي ديانه معروفه وموجوده قبل الاسلام ونبدا اولا بالموروث العربي الوثني
اولا . تعظيم البيت الحرام (الكعبه ) علي الرغم من وجود احدي وعشرين كعبه قبل الاسلام في الجزيره العربيه فأن القبائل كلها اجمعت علي تقديس كعبه مكه وحرصت اشد الحرص علي الحج أليها بل وردت اخبار ان عددا من القبائل انتشرت بين ابنائها اليهوديه والنصرانيه مع ذلك كانت تشارك في موسم الحج وايضا من شده تقديسهم للكعبه ان الرجل منهم كان يري قاتل ابيه في البيت الحرام فلا يمسه بسوء كما قال ايضا الكلبي في كتابه الاصنام كان العرب يعظمون الكعبه ومكه ويسيرون علي ارث ابيهم اسماعيل في تعظيم الكعبه والحج والاعتمار وكان كل العرب يجلون اهل مكه قرشيا ويكبرونهم ويسمونهم اهل الحرام لما جاء الاسلام فأبقي علي تقديس الكعبه ومكه واطلق عليهما القرأن الكريم العديد من ألقاب الاحترام والتشريف التي يعرفها كل من يقرا القرأن الكريم ويحمله ( ومن دخله كان امنا ) كما ان ذك الاحترام لاهل قريش في الجاهليه تحول الي احترام وتقديس وتعالي اعتبر الانتساب الي قريس هو الذؤابه العليا في المكانه والشرف حتي ان بعض المذاهب الفقهيه تبيح طلاق القرشيه وخاصه الهاشميه اذا تزوجت من غير قرشي هاشمي لعدم الكفاءة
وكما قال النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم ( ولا تكون العرب كفؤا لقريش والموالي ولا يكونو كفؤا للعرب )
وايضا كمان قال المصطفي ( خطب سلمان المذكور وهو الفارسي احد كبار الصحابه وكان يقول سلمان من ال البيت ولكن ذلك كله لم يشفع له ولم يتفق له ان تزوج بنت عمر بن الخطاب لانه ليس عربيا ولا قرشيا .
(الحج والعمره)
وهي فريضه وسنه يدركها كل مسلم وحتي من لا يرسخ في الدين كان العرب قبل الاسلام يحجون في شهر ذي الحجه كل عام ويرحلون اليها الي مكه من كل مكان من الجزيره في موسم الحج وكانو يقومون بالمناسك التي يقوم بها المسلمون حتي اليوم
التلبيه مع وجود بعض عبارات فيها شرك بالله تبارك وتعالي والاحرام وارتداء ملابس الاسلام وسوق الهدي واشعاره والوقوف بعرفه والدفع الي مزدله والتوجه الي مني لرمي الجمرات ونحر الهدي والطواف حول الكعبه سبعه اشواط لم تزد او تنقص في الاسلام وتقبيل الحجر الاسود والسعي بين الصفا والمروه وكانو ايضا يسمون اليوم الثامن من ذي الحجه يوم الترويه ويقفون بعرفات في التاسع وتبدأ من العاشر ايام مني ورمي الجمار وكانو ايضا يسمونها ايام التشريق كما انهم كانوا يعتمرون في غير اشهر الحج مثل العمره الرجبيه كانت تسمي ايضا يوم الفرد وهذه التسميه معروفه الي الان جاء الاسلام وورث من العرب هذه الفريضه والمناسك عينها والتسميات نفسها ولكنه طهرها من مظاهر الشرك مثل العبارات التي كانت تتضمنها التلبيه عندهم _ونهي الاسلام عن الطواف عرايا وكان بعض العرب يفعل ذلك لا من باب الانحلال الخلقي كما يحاول ان يوهم بعض الدعاه اتباعه ولكن لشده تقديسهم للكعبه ولحجرها الاسود يهابون ان يطوفوا بها او يقبلوا الحجر بالثياب التي قارفوا فيها ذنوبا او افعالا لا تناسب مقامها وكان البعض يشتري من القرشيين ثيابا يطوف بها باعتبارها انهم ابناء قريس ابناء الحمس اي المتطهرين والمتشددين في العباده
مصدر شمس الدين السرخي في المبسوط
دكتور علي حسني الخربوطلي الكعبه علي مصر العصور ص24
(تعظيم ابراهيم ابو الانبياء )
يحكي العرب ان اول من تكلم بالعربيه من ولد ابراهيم هو اسماعيل حين اتي مكه ونزل بجرهم فانطقه الله بكلامهم وكان كلامهم العربيه ( قال هشام وسمت العرب اسماعيل عرق الثري يريدون انه راسخ ممتد وقال قوم سمي بذلك لان اباه لم تضره النار كما لا تضر الثري )
لما جاء الاسلام اقر تعظيم اسماعيل ففي سنن ابن ماجه في كتاب الجهاد (رميا بني اسماعيل فان اباكم كان راميا)
وفي القرأن الكريم واذكر في الكتب اسمعيل انه كان صادق الوعد
كذلك كان العرب الاقدمون يعتقدون بان ابراهيم واسماعيل هما اللذان اقاما بناء الكعبه في مكه المكرمه وفرضا لها الحج وهم بعد يعظمون الكعبه ويسيرون علي ارث ابراهيم واسماعيل
وايضا كما ذكر الكلبي في كتابه الاصنام اخبر انهم كانو يعظمون الكعبه ويحجون ويعتمرون علي ارث ابيهم اسماعيل فلما جاء الاسلام تبني اعتقاد بناء ابراهيم واسماعيل لكعبه مكه (اذا يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسمعيل ) بل ان مقام ابراهيم الذي يتحوي علي قدم ابراهيم التي انطبعت في الحجر اثناء الكعبه هذا المقام موضوع تقديس اليوم ويصلي عنده المسلم ركعتين ( واتخذوا من مقام ابراهيم مصلي ) وهذه الايه احدي ايات الثلاثه التي نزلت بموافقه من عمر بن الخطاب وفي روايه ( عن انس قال قال عمر وافقت ربي في ثلاث ووافقني ربني في ثلاث قلت يارسول الله لو اتخذنا مقام ابراهيم مصلي .فانزل الله فأتخذوا من مقام ابراهيم مصلي والذي لا نشك فيه ان اقتراح يسميه الامام ابو الفرج الجوزي موافقه نابع مما ورثه قبل الاسلام من العرب من تعظيم الجد وتقديس الكعبه والبيت الحرام
الاجتماع العام . او يوم الجمعه) )
قال ابو سلمه اول من قال اما بعد هو كعب بن لؤي من لا يعرفه هو جد النبي محمد السابع واول من سمي الجمعه جمعه وكانت معروفه بيوم العروبه ولما جاء الاسلام اخذ الانصار في يثرب اي المدينه فيما بعد بهذا التقليد قيل ان اول من جمع المسلمين في المدينه هو اسعد بن زرارة وقيل انه مصعب ابن عمير فلما هاجر الرسول من مكه ادركته الجمعه في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم اتخدذوا في موضوع منه مسجدا فجمع الرسول وخطب اول خطبه له بالمدينه ثم نزل قول الله تبارك وتعالي ( يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاه من يوم الجمعه فاسمعوا الذي ذكر الله وذروا البيع الي اخر قوله تعالي )
هذه بعض الشعائر الدينيه والتعبديه التي استعارها الاسلام من القبائل ووافق عليها الرحمن وقننها وجعلها دين ثابت وقانون جامد الفصل القادم هي الشعائر التي نقلت من المتحنفين الي الاسلام او شئت قل ان الاسلام وافق العرب ماقبله ووافق الحنفاء في تلك الشعائر كما وافق الله عمر بن الخطاب في ثلاثه مواضع ولكن هذا التعديل والموافقه لا يطمس المعالم الرئيسيه الجوهريه ولا يمحو فضل من جاؤوا بها
اضافه خاصه بكعب ابن لؤي قبل انتقالي للجزء الثاني
البداية والنهاية/الجزء الثاني/كعب بن لؤي
روى أبو نعيم من طريق محمد بن الحسن بن زبالة، عن محمد بن طلحة التيمي، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة قال: كان كعب بن لؤي يجمع قومه يوم الجمعة، وكانت قريش تسميه العروبة، فيخطبهم فيقول:
أما بعد فاسمعوا، وتعلموا، وافهموا، واعلموا، ليل ساج، ونهار ضاح، والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والنجوم أعلام، والأولون كالآخرين، والأنثى والذكر والروح، وما يهيج إلى بلى، فصلوا أرحامكم، واحفظوا أصهاركم، وثمروا أموالكم، فهل رأيتم من هالك رجع، أو ميت نشر، الدار أمامكم، والظن غير ما تقولون، حرمكم زينوه وعظموه وتمسكوا به، فسيأتي له نبأ
قال: وكان بين موت كعب بن لؤي ومبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة عام وستون سنة.
(شرائع الاحناف المنقوله الي الاسلام بموافقه الرحمن )
كانت الحنيفيه تنفر من عباده الاصنام والتخلف عن مشاركه اعيادها ومواسمها
تحريم الاضاحي التي تذبح للاصنام وعدم اكل لحومها
تحريم الربا
تحريم شرب الخمر وحد شاربها
تحريم الزنا وحد مرتكبيه
الاعتكاف في غار حراء للتحنث في شهر رمضان والاكثار من عمل البر واطعام المساكين طواله وفعل ذلك علي الاخص عبد المطلب جد النبي وزيد بن عمرو بن نفيل عم عمر بن الخطاب
ايضا قطع يد السارق امر به عبد المطلب جد النبي وهو كان حنيفيا كما يقول الدكتور سيد القمني او عربي يدين بدين الجاهليه فعلمنا ان قطع يد السارق وريثه عربيه ولكن شملها الاسلام في مشروعه السياسه كاحد من الحدود
علي سبيل المثال اخبرنا القرأن ان العرب كانو يمارسو وأد البنات فكان الاحناف يرفضون تلك العاده السيئه التي كانت تمارسها بعض القبائل الهمجيه
في الطبقات لابن سعد ان سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ابن عم عمر بن الخطاب كان يحيي الموؤده ويقول للرجل اذا اراد ان يقتل ابنته مهلا لا تقتلها انا اكفيك مؤونتها فيأخذها فاذا ترعرعت قال لابيها ان شئت دفعتها اليك وان شئت كفيتك مؤونتها
ووافقه الرحمن في هذا المبدا الانساني فالرحمه والانسانيه ليست حكرا علي احد لذلك وافقه الله فيها
وكان سعيد ابن احد ابرز المتحنفين وكان يفعل ذلك بتأثير من تعاليم ابيه زيد بن عمرو وسيرا علي نهجه مثل الصوم والختان والغسل من الجنابه والايمان بالبعث والنشور والحساب وان من يعمل كان صالحا يدخل الجنه
كما ان الحنيفيه ديانه توحيديه
وكما قال الامام الحافظ ابو الفرج الجوزي وافقهم الاسلام عليها في مابعد وبشر بها ودعا اليها من بين مابشر به ودعا اليه
هذا تلخيص مختصر مع بعض الاضافات التي لم اجدها في هذا العمل الملخص
لجذور الشعائر الاسلاميه
تحميل الكتاب