عن صراعات المؤمنين و الملحدين في وسائل التواصل كتب الشاعر و الكاتب منصور الناصر Mansour al-Nasser
حجم الخلافات الحادة بين المؤمنين والملحدين في الميديا
تكشف حجم الوهم الذي يعاني منه الطرفان
.
بالنسبة لي: ليست القضية أن تكون مؤمنا او ملحدا
وليست كذلك اثبات أن ما يقوله الكفرة أو المؤمنين صحيح 100% أو العكس
..إنما القضية أن يكون كل منا حرا في مجتمع متحضر يحترم حرية أفراده، قولا وعملا وبمعنى الكلمة.
اندفاع عشرات الصفحات لنقد او مدح نصوص الدين (وليس الدين، أو أصوله) عليه أن لا يجعلنا ننسى السؤال الإنساني الأكبر والأهم دائما، والذي تقف إزاءه جميع الأفكار والآلهة والاديان جانبا
..وهو كيف نعيش معا؟ نتقبل بعضنا بعضا.. نتعاون ولا نختلف؟
كيف نمنع، في جميع الأحوال، إمكانية تحول الإيمان والمعتقد الشخصي إلى سيف مسلط على رقاب الآخرين..وأداة لاستعبادهم؟
هذه الأسئلة الاساسية وحدها، هي ما يجب أن تشغلنا
هي وحدها ما يجب أن يدفعنا، لأن نكون اكثر ذكاء وشعورا بالمسؤولية و”الجدوى” وبما يجعلنا “نصفّي” ذهننا دائما من غبار معارك التاريخ التافهة، ومن أكبرها معارك الأديان والعقائد..ولا نتورط بالدخول في دهاليزها.
.
هذا كل ما في الأمر
أما “شطارة” هذا أو ذاك، في تقديم ادلة “دامغة” على نقاط ضعف هذا الدين او ذاك المذهب، فينبغي أن لا تكون قضيتنا لأسباب كثيرة ..منها:
.
اولا: أنها تتناول قضايا تتعلق بآلهة غير مرئية لديها مشاكل مع البشرية كلها، وتسعى على حد قول رسلها، لحلها على حساب أي شيء آخر
فما علاقتي أنا إنسان القرن 21 بمشاكل لا تخصني، ولا تحل لي أي مشكلة اواجهها؟
.
ثانيا: الاستمرار بحوار الطرشان العقيم هذا، ((سواء بين مؤمنين وملحدين أو مؤمنين ومؤمنين)) يغطي على ما هو اساسي وعاجل جدا في حياتنا من جهة، ويديم عجلة موضوعات الدجالين الفارغة من جهة أخرى.
.
أعود وأقول: قضيتنا الأساسية كأفراد وجماعات واضحة وهي إشاعة قيم الحرية وحقوق الإنسان..
أما أن يحدثني المؤمن عن ربه لألف سنة لكي يرغمني على القناعة بوجوده الغائب، فهذا لا يضمر نوايا حسنة. خاصة وأن رب المؤمن هذا، كما يقول قرر السكوت إلى الأبد..وما عاد قادرا على نفي أو إثبات ما يدعي أصحابه عنه، فضلا عن انه أعلن سلفا أنه لن يغير شيئا في نفوسنا ابدا، وانه هو وحده، من يجعلنا نهتدي او لا نهتدي.
الخلاصة هذا الجدل بين “المؤمنين” سلبا أو إيجابا.. استحوذ على كل تفاصيل حياتنا
ما سمح باجتياح الاف الكهنة والدجالين كالجراد لكل اركان وزوايا حياتنا،
حتى أنهم لم يتركوا شيئا على “خير”، أبدا..اينما حل شرهم المستطير..
فإن لم يصدقني أحد فليأخذ له جولة في مدننا و”مشاهدنا” ليتاكد بنفسه!
..ختاما أقول..كفانا جدلا في الآلهة وأعدائها..لنترك كل هذا الجدل جانبا..ولنتفرغ لأنفسنا.
ملاحظة: ستنشر أزاميل أسبوعيا مادة للكاتب والشاعر منصور الناصر عن أحد النشطاء الداعين إلى الإلحاد او الإيمان، وسيتناول جهده نقدا وتحليلا