الراشد: ماقاله أوباما استفز كثيرين..فقد انتقد العرب واعتذر لإيران وأطلق يدها

 

 

Advertisements
Advertisements

أزاميل/ متابعة: كتب الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشدن الأربعاء، مقالا حول تصريحات أوباما الأخيرة حول إيران ودول الخليج، معربا عن دهشته من هذه التصريحات والأحكام “الأوبامية”، واللافت للانتباه أن مقاله، يشير إلى التدخل الإيراني في سوريا، وهذا صحيح، لكنه لا يشير لا من قريب ولا من بعيد للتدخل الخليجي فيها!

.. وهي حالة تشمل عدد كبير من المؤيدين للسياسات الخليجية، الذين يرون “تلقائيا” وبشكل غير موضوعي، أن الدور العربي في المسرحية السورية طبيعي، ولا يعد تدخلا، أي انهم لا يراجعون ما فعلته دولهم العربية، وعليه فأن التهمة التي اطلقها الراشد ضد حكام إيران تنطبق على العرب ايضا وهي العدائية لكل من يخالف آيديولوجيته.

وفي المقال معلومات غير دقيقة، فالقاعدة لم تظهر بعد النظام الإيراني بعقد ونصف، كما انها كانت وليدا شرعيا للنظام السعودي، وهو يحمل توجها فكريا متطرفا مازال شائعا ومدعوما حكوميا في السعودية، وبصورة مشابهة للتطرف الإيراني ومعاكس له فقط في الاتجاه.

كما ان ثوار سوريا لا يقاتلون بالهاونات منذ أربع سنوات، فالتمويل الخليجي لهم مالا وسلاحا ورجالا، لم ينقطع يوما.

ويمكن اعتبار هذا المقال عتبا إعلاميا من الطرف السعودي على أوباما، وجزءا من الحملات والمناوشات الإعلامية المتواصلة بين انصار كلا النظامين السعودي والإيراني.  

Advertisements

ملاحظة: يمكن الاطلاع على ماقاله أوباما لفريدمان اضغط هنا

 

أوباما: اعتذار لإيران وانتقاد العرب!

Advertisements

عبد الرحمن الراشد:

حاولت تجاهل حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي نشر في الـ«نيويورك تايمز»، لأني واثق أنه ضمن حملته الدعائية للاتفاق المبدئي مع إيران، لكن صداه كان كبيرا. استفز كثيرين هنا في المنطقة أكثر مما هدأ من مخاوفهم! توماس فريدمان، من أهم الكتّاب، ومن أكثر المطلعين على شؤون المنطقة، ويعرف تفاصيلها، هو من حاور الرئيس، ربما لهذا جر الرئيس من التبرير إلى الجدل.

Advertisements

والغريب في الحديث أن الرئيس أثنى على النظام الإيراني وبرر أفعاله، وكان يوحي بشعور الذنب لما فعلته الولايات المتحدة ضد إيران!

لا أدري ما الكتب التي يقرأها الرئيس الأميركي قبل أن ينام، أو كيف يفهم أحداث العقود الثلاثة الماضية! نظام طهران أقرب في تفكيره وممارساته إلى تنظيم القاعدة، ديني فاشي عدائي لكل ما يخالف آيديولوجيته، العالم في مفهومه مؤمنون وكفار، هو من افتتح العنف في المنطقة باسم الدين قبل ظهور «القاعدة» بعقد ونصف.

Advertisements

وبقدر ما كان أوباما اعتذاريا وكريما مع النظام الإيراني في هداياه باتفاقه النووي معهم، كان قاسيا ضد العرب، قسوة غير مبررة! مثلا يقول إنه بدلا من حديث العرب عن الخوف من إيران عليهم أن يقفوا ضد جرائم بشار الأسد!

صراحة، قرأت هذه الفقرة أكثر من مرة أحاول أن أضعها في إطارها، وعجزت عن فهم تناقضاتها. جرائم نظام الأسد التي تسببت في قتل ربع مليون إنسان، وشردت أكثر من عشرة ملايين، هي نتيجة مباشرة لدعم وتدخل إيران، الدولة التي يثني عليها أوباما ويعتذر منها!

ثم ينتقد الرئيس العرب لأنهم لم يقاتلوا ضد نظام الأسد، وحكومته هي التي حرمت عليهم استخدام الأسلحة النوعية لوقف طائرات الأسد التي تقصف المدن كل يوم، ومواجهة دباباته! منذ أربع سنوات والسوريون يدافعون عن أنفسهم ضد الأسد ببنادق كلاشنيكوف ومدافع الهاون البسيطة، لأن الولايات المتحدة تمنعهم من شرائها والحصول عليها من طرف ثانٍ!

ثم انتقد أوباما حلفاءه في الخليج قائلا إن الخوف عليهم داخلي، نتيجة عدم الرضا ومشكلات التطرف والإرهاب والبطالة. طبعا جميعها صحيحة، ولا أحد ينكر وجود تحديات داخلية، لكن هذا لا يمنع أن يعبّروا عن انزعاجهم من أن الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الأميركية مع نظام إيران وأطلق يدها يشكل خطرا عليهم.

لا يوجد تناقض، كأننا نقول للرئيس الأميركي ليس عليك أن تقلق من «داعش» و«القاعدة» لأن لديك مشكلات بطالة أو نقصا في التأمين الصحي، فهذان موضوعان لا يتناقضان!

نحن كعرب لسنا ضد أن يوقع اتفاق مصالحة مع إيران، بل العكس تماما، لأننا الطرف الأضعف، أمنيتنا أن نصل جميعا إلى سلام وننتهي من النزاعات، إنما ما يفعله الرئيس أوباما برفعه العقوبات أنه يهدم الجدار مع إيران دون تقييد، وها نحن نراها في نفس الوقت ترسل قواتها وجنرالاتها للقتال سوريا والعراق وتمول التمرد في اليمن!

أحد الذين قرأوا حديث أوباما مع فريدمان قال لي: ربما أراد الرئيس أن يضع اسمه في كتب التاريخ، أن يغير في السياسة كما فعل الرئيس الأسبق نيكسون عندما انفتح على الصين، إلا أن الفارق كبير جدا. فإيران ليست الصين شكلا وموضوعا، تشبه أكثر كوريا الشمالية، أما الصين فقد كانت دولة منغلقة، لم تكن طرفا في الحروب والنشاطات الإرهابية في العالم كما تفعل إيران بلا توقف منذ ثلاثين عاما!

الأكثر غرابة أنه وبعد حديث الرئيس أوباما، ظهر بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي، في حديث كله موجّه إلى عرب الخليج، مليء بالثناء والتطمينات، يناقض في بعضه ما قاله الرئيس لفريدمان!

المصدر:صحيفة الشرق الأوسط:
الأربعاء – 19 جمادى الآخرة 1436 هـ – 08 أبريل 2015 مـ رقم العدد [13280]

 

شاهد أيضاً

شاهد ترمب يوقع رسميا قرار الاعتراف بـ #القدس عاصمة لإسرائيل وإدانات عربية “خجولة”!

لحظة توقيع الرئيس الأمريكي دونالد #ترمب رسميا على قرار الاعتراف بـ #القدس كعاصمة لإسرائيل تتالت …