ظريف: سياسات أمريكا المتطرفة أوهمتها بعدم قدرتنا على صناعة النووي
أزاميل/ لندن: أكد وزيرالخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في حديث لوكالة أنباء فارس الإيرانية، اليوم الخميس، ردًا على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن إيران لم ولن تسعى أبدًا لامتلاك السلاح النووي، وفيما لفت بلهجة الناصح إلى أن سياسات أمريكا تعد “متطرفة” وتيتند إلى منطق القوة الذي ينتمي للقرون الوسطى، أشار إلى أن مشروع التخويف من إيران التي تتبع سياسة منسجمة وغير متناقضة كبعض دول المنطقة قد انهار ولم يعد ينفع احدا ماعدا شركات السلاح.
وأوضح ظريف أن عشرات السنوات من السياسة الخاطئة إزاء الشعب الإيراني لم تحقق أي مكسب للولايات المتحدة، والآن تلوح فرصة استثنائية لإصلاح الماضي واختبار طريق جديد، حقق خلال عامين إنجازًا كبيرًا لجميع أنصار السلام”..
وأشار وزير الخارجية الإيراني، إلى أن المزاعم بأن الاتفاق الأخير في فيينا قد سد الطريق أمام امتلاك إيران السلاح النووي هو في الواقع تحصيل حاصل ويهدف إلى إرضاء المنتقدين داخل الولايات المتحدة والصهاينة.
وأضاف أن تطورات السنوات الماضية برهنت أن ما قاد إلى غياب الأمن وانتشار التطرف والإرهاب في منطقتنا هو السياسات والإجراءات غير المنضبطة للإدارات الأمريكية المتعاقبة وبعض حلفائها في المنطقة لاسيما إسرائيل، والتي لم تخلف سوى الدمار والحروب والتطرف لشعوب هذه المنطقة والعالم، فالمسؤولون الأمريكيون الحاليون اعترفوا مرارًا بهذه الحقائق ولكنهم يحاولون كما في السابق، من خلال تصدير الأزمات، التهرب منها.
ظريف: سياستنا منسجمة وغير متناقضة كبعض دول المنطقة
وتابع ظريف “أن السلام والأمن والاستقرار حولنا كان دومًا من أهم أولويات السياسة الخارجية للجمهورية الإيرانية وهي قائمة على أساس المعرفة الصحيحة للحقائق في هذه المنطقة، وعلى عكس سياسات بعض الدول المؤثرة القائمة على الازدواجية والتناقضات الخطرة، فإن سياسة إيران تستند إلى الانسجام والصداقة والمحبة مع جميع دول الجوار ودعم تطلعات الشعوب في التصدي ومواجهة التهديدات المشتركة بما فيها العدوان الأجنبي والتطرف والإرهاب والطائفية، فطهران ستواصل دعمها لأصدقائها وحلفائها الإقليميين في مواجهة هذه التهديدات المشتركة، وقد أعلنت مرارًا استعدادها للتعاون مع سائر الجيران أيضًا وعلى أساس الاحترام المتبادل لمواجهة هذه التحديات المشتركة وصولًا إلى إرساء دعائم الاستقرار بالمنطقة والعالم”.
ولفت إلى أن بلاده برهنت على أنه يمكن تسوية حتى الأزمات المفتعلة أيضًا عبر التعاطي والحوار وعلى أساس الاحترام المتبادل، ومن هنا فإن الأساس المهزوز للمشروع الخطر للتخويف من إيران وتشويه سمعتها قد انهار، وأن محاولات نفث روح جديدة فيها لا يعيد لها بريقها في العالم والمنطقة، ولن تؤدي سوى إلى تحقيق عائدات كبيرة لتجار الأسلحة وإهدار المصادر المالية المحدودة للمنطقة والعالم على شراء الأسلحة الاستعراضية بدلًا من انفاقها على مكافحة الفقر والجهل وغياب العدالة – حسب ما قال وزير الخارجية الإيراني في حديثه.
آن لأمريكا التخلي عن منطق القوة فهذه عادة خطرة وتعود للقرون الوسطى!
واسترسل “نجدد تذكيرنا للمسؤولين الأمريكيين بأن العالم المتحضر طوى قرنا تقريبًا على واقع الاعتماد على منطق القوة والتهديد كأداة للسياسة الخارجية وهو يعتبر هذا المنطق غير إنساني وغير شرعي وعقيما أيضًا، فالتهديد بالقوة هو انتهاك صارخ للقواعد المعروفة للحقوق الدولية وله تبعات عالمية، فضلًا عن أنه لايقود سوى إلى إهدار مصادر الولايات المتحدة وسمعتها، فالشعب الأمريكي والعالم لديه الحق في أن يسأل عن مكاسب حروب الولايات المتحدة خلال الـ 50 الماضية التي لم تؤد سوى إلى زيادة ضريبة الشعب الأمريكي من الأموال والأرواح ومزيد من غياب الأمن والاستقرار لشعوب العالم، لقد آن الأوان للتخلي عن هذه العادة الخطرة والمضرة القديمة التي تعود إلى القرون الوسطى.
وتابع “أن ذاكرة الشعب الإيراني لم تنس الدعم الأمريكي للانقلابات والحرب المفروضة واستخدام صدام السلاح الكيمياوي وإساءة المسؤولين الأمريكان للشعب الإيراني والاتهامات الواهية والحظر الأعمى واللا إنساني ضده وتشبث الأمريكان بمنطق القوة،
مضيفًا “ومن الأفضل للمسؤولين الأمريكان بدلًا من تكرار العبارات البالية أن تفكر في هذه الحقيقة التي تقول إن النقمة على السياسات الخاطئة للإدارات الأمريكية لا تقتصر على الشعب الإيراني، فالولايات المتحدة بحاجة إلى إصلاح سياساتها الخاصة بدعم جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها إحراق الطفل الفلسطيني الرضيع”.
واختتم وزير الخارجية الإيراني تصريحاته بالقول “إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة أضاعت فرصًا مهمة بسبب عقائدها الخاطئة وأحلامها الوهمية، ومن الأفضل أن تستثمر هذه الفرصة التاريخية لكسب ثقة الشعب الإيراني التي فُقِدت جراء عقود من السياسات الخاطئة وعدائية الولايات المتحدة.