تظاهرة ساحة التحرير-بغداد 31 تموز 2015

تقرير عالمي: إصلاحات العراق كبيرة..لكن أسئلته مازالت معقّدة وكثيرة!

Advertisements
Advertisements

على خلفية التظاهرات الحاشدة في العراق، وإعلان رئيس الحكومة حيدر العبادي عن إصلاحات كبيرة بشكل مفاجئ ، قام مجلس النواب العراقي في سابقة نادرة بتمرير حزمة من الإصلاحات وغيرها من الاقتراحات بالإجماع، غير أن التساؤلات كثيرة.

Advertisements
Advertisements
في سابقة نادرة، مرّر مجلس النواب العراقي في جلسة عامة علنية بالإجماع حزمة الإصلاحات التي كان رئيس الحكومة حيدر العبادي قد أعلن عنها والتي تشمل إعفاء 6 من كبار المسؤولين من مناصبهم. وسريعا ما قام مجلس النواب بتمرير ورقة إصلاح برلمانية أخرى بالإجماع لتكون حزمة مكملة لورقة الإصلاح الحكومية. الخبير القانوني والقاضي السابق زهير كاظم عبود اعتبر في حديثه إلى DW أنّ الشعب ينتظر إصلاحات جذرية عميقة ويأمل في أن يتمكن العبادي من تحقيقها مؤكدا أنّ “تطبيق الإصلاحات مرهون جدا بالتطبيق القانوني والدستوري الدقيق ، وهي فرصة للبرلمان لتصحيح مساره، وللعبادي الذي التزم الآن بجزء من مطالب الشعب، وهذه الحزمة التي أقرت الآن هي ليست كل مطالب الجماهير”. في نفس الاتجاه، أشار رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في كلمته أمام المجلس إلى ” أنّ الإصلاحات سوف تضبط على إيقاع الدستور” ، وهذا ما يعتبره كثيرون عبارة عن قيد، قد يحدد تطبيق الإصلاحات ولكن قد يعيقها.

“سيتمكن العبادي من تنفيذ الاصلاحات إذا سلخ نفسه من شرنقة حزب الدعوة”

وفيما يستمر الضغط الشعبي، فقد أجّل المتظاهرون تظاهرة احتجاج كان مزمعا إطلاقها اليوم حتى الجمعة المقبلة بانتظار مسار الإصلاحات المنتظرة، وما ستسفر عنه. بعض متابعي الشأن العراقي عزوا هذه التطورات غير المنتظرة والمتسارعة من السلطة التنفيذية والتشريعية إلى وجود مخاوف من تزايد الضغط الشعبي ، معتبرين أن الإجراءات التي أقرّت لا تكفي، وأن الجميع بانتظار إجراءات أهم وأكثر مساسا بمصالح الناس. وفي هذا الاتجاه ذهب الخبير في الشأن العراقي باسم العوادي في لقاء مع DW ليؤكد ” أن قبول الشخصيات التي جرى تنحيتها وأيضا كتلها لهذا القرار أمر جيد ولكنه يدعو إلى الاستغراب…لكن المهم في المقام هو أنّ الشارع العراقي ما زال منتفضا، وما زالت التظاهرات حاشدة، ومن خلال متابعتي لاحظت أن الرأي العام العراقي متنبه جدا إلى أنّ هذه الإجراءات لا تكفي وحدها ولابد من الاستمرار في الإصلاح”.

من جانبه، اعتبر الخبير القانوني زهير كاظم عبود أنّ ” الجماهير الآن تطلب إصلاحا حقيقيا، وتطلب عودة لحياة مدنية، وتطلب إنعاش وضع العراق المالي والسياسي والاجتماعي، وهو ما يحتاج إلى حزمة إصلاحات، وسيتمكن العبادي من تنفيذها إذا سلخ نفسه من شرنقة حزبه، حزب الدعوة الذي فشل في إدارة العراق “.

” المرجعية أكدت أنها ستوفر الحماية للعبادي في حال تنفيذه للإصلاحات”

ولا يفوت مراقب الشأن العراقي أن يلاحظ أنّ العبادي بحزمة إصلاحاته سيكون في مواجهة مع الأحزاب الدينية الشيعية ومن بينها حزب الدعوة الذي ينتمي إليه. وعزا كثيرون قدرة العبادي للتصدي لمطالب الأحزاب الشيعية خاصة باستناده إلى الدعم المعلن من المرجعية الدينية الشيعية في العراق لخطة إصلاح حقيقية، وهو دعم لا يرتبط بالضرورة بالأحزاب الشيعية ، وهو ما أكده الخبير باسم العوادي، مشيرا إلى أنّ ” المرجعية أكدت أنها ستوفر الحماية للعبادي في حال تنفيذه للإصلاحات، وهذا الدعم جاء منسجما مع التظاهرات، كما أنّ ما يجري في الشارع العراقي من حراك هو أخطر من مجرد مظاهرات، فهناك استعداد جماهيري شعبي لما يشبه الإنتفاضة”، حسب الخبير.

 

لكن القوة الحاسمة التي وجّهت بوصلة السيد العبادي، وهي المرجعية الشيعية، حسب رأي البعض، لا تملك تأثيرا على الكتل غير الشيعية لإجبارها على تنفيذ الإصلاحات، حيث يقف السنة والكرد خارج مظلتها. وفي هذا السياق أشار العوادي إلى ” أنّ المرجعية مُلزِمة للتحالف الوطني العراقي وهو كتلة الأحزاب والقوى الشيعية. ورغم ان مكونات الكتلة السنية والكردية تكن للمرجعية الاحترام والتقدير فقد صرح أعضاء من الكتلتين أنهم ملتزمون مع الحكومة ليس وفقا لرأي المرجعية، بل بموجب وثيقة الاتفاق السياسي التي تم التوقيع عليها مع الحكومة، وبموجب الاتفاق مع العبادي وزعوا المناصب. وأضاف الخبير العوادي الذي عمل فترة مستشارا إعلاميا لرئيس المجلس الأعلى الإسلامي ( الشيعي) في العراق: ” كان هذا واضحا فيما قاله النجيفي بعد اجتماعه بكتلة تحالف القوى الوطنية التي يرأسها، معلنا أنّ إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء يعد خرقا للدستور”. ويشار هنا إلى أنّ الدستور العراقي ينصّ على أنّ لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء نائبا واحدا.

Advertisements

ويضم مجلس النواب العراقي 328 نائبا، يمثلون نظريا كل مكونات الشعب، لكن نسيج المجلس الصعب المرتبط بمكونات المشهد السياسي يتيح للنواب أن يرشحوا بدلاء عنهم يتولون العضوية، وهو أمر يعني عمليا أن شخصا حصل على 100 ألف صوت – وهو نصاب الفوز بمقعد نيابي- قد لا يحصل على المقعد إذا لم توافق كتلته أو حزبه على ترشيحه، فيما يحصل على العضوية شخص لم يجمع سوى 500 صوتا ولكن كتلته الكبيرة تقترحه، وعن ذلك أشار الخبير القانوني زهير كاظم عبود إلى أنّ ” أكثر من نصف أعضاء البرلمان ليسوا منتخبين من قبل الشعب، بل معينون من قبل أحزابهم بموجب المحاصصة الطائفية والسياسية التي يلزمهم بها قانون استبدال الأعضاء”.

العبادي: مواصلة الإصلاح “وان كلفني ذلك حياتي”

المتظاهرون الغاضبون يطالبون بإلغاء المحاصصة والتوافق وبعضهم يطالب بحل البرلمان، فيما يزعم أغلب السياسيين أن العملية السياسية قائمة على هذين المبدأين. ويطرح ذلك سؤالا حول مدى قدرة رئيس الحكومة حيدر العبادي على الوصول إلى حل وسط. وفي الإجابة عن ذلك يقول القاضي السابق زهير كاظم عبود ” الحل الوسط يتحقق إذا كان العبادي يؤمن حقيقة بأنّ الجماهير لن تخذله”.

Advertisements

لكن التساؤل الأصعب هو الى أي حد يمكن أن يمضي العبادي في خطة الإصلاح؟ وكالة الأنباء الفرنسية نقلت اليوم قوله، إنه سيواصل الإصلاح “وإن كلفني ذلك حياتي”. و في نفس هذا الاتجاه، أشار الخبير في الشأن العراقي باسم العوادي، “الحل الوسط هو أن يمضي العبادي في خطة الإصلاحات بدعم المرجعية ويراهن على الوقت خلال الفترة القادمة كي يستطيع تمرير حزمة الإصلاحات الثانية”. وفي استنتاج شخصي يعتبر الخبير أن”العراق يمضي قدما باتجاه الانتخابات المبكرة خلال الأشهر الستة القادمة ”

Advertisements

شاهد أيضاً

العراق: نائب يتوقع “انفراج” أزمة الرواتب ومركز متخصص يقدم 11 حلاً للأزمة

توقع عضو في البرلمان العراقي، الاثنين، انفراج أزمة الرواتب، وفيما دعا أكد أن قانون الاقتراض …