قضية برنامج البشير: هل حمت العمامة العراق أم أنه هو الذي حماها ومازال يعاني من “حروب العمائم”؟
هل حمت العمامة العراق أم أن العكس هو الصحيح؟
#حروب_العمائم
وفقا لخطيب المسجد في الفيديو، لا يجوز توجيه اي نقد للعمامة أيا كان صاحبها، ولكننا واذعانا منا لقراره،سنحاول مناقشة الأمر الذي طرحه، عله يتكرم علينا ويجيب عليه،لكي ننصاع لإجابته لاحقا.
1-وفقا للفيديو.. أيجوز لنا أن نتساءل:هل حمت العمامة العراق فعلا، وأنها تدخلت للدفاع عن البلاد، وليس عن نفسها فقط؟
وهل أن العكس صحيح، وهو أن العراق هو الذي حمى العمامة، بدليل أن الهجوم حدث عليه أصلا، بسببها وتحت شعار إسقاطها، وأن هذا الهجوم هو مجرد حلقة جديدة في مسلسل تاريخي طويل يمكن تسميته بـ”حروب العمائم”، وتكاد تحتل أحداثه أغلب صفحات تاريخنا؟
.
2-بناء على الفقرة اولا..لدي سؤال آخر لو تفضل وانصت له شيخنا..
هل كانت جميع تلك الحروب دفاعا عن الناس ومصالحهم، ام عن قيم أفرزتها نصوص لغوية، لا علاقة للواقع بها، بل هي مما وراءه تماما، وتتخذ أشكالا عدة، كالفتاوى والمذاهب والعقائد وغيرها، وعلى يد شيوخ “مقدسين”؟
..وهل كانت لحياة الناس في تلك الحروب الأولوية نفسها لأولوية تلك “النصوص”، والقائمين عليها؟، وانهم كانوا مجرد وقود ضروري لها، فيما كانت البلاد ساحتها، وثرواتها كلها منذورة لها؟
وهل هذا هو سر ما نراه حولنا سابقا وحاليا، من خراب “عميم” ودمار مستديم؟
.
3-أيجوز أيضا لنا أن نتساءل بالتالي عن النتيجة المستخلصة من حديث الشيخ “منطقيا”، وهي أن على الجميع أن يحترموا ويقدروا أمر هذه الحماية، ويقدسون بالتالي العمامة لدورها الكريم هذا..
وأن العكس بالمقابل، غير صحيح، وهو أن تقدس العمامة الناس وتقدر تضحياتهم من أجلها، وترفض الجوع والمرض والجهل وأسباب الظلم والفساد المنتشر بينهم، بسبب قيمها؟
.
ايجب على الناس إذا الإنصات للعمامة، لحمايتها لهم، وتضحياتها، ومعرفة أن التعرض لأي منها بغض النظر عن حاملها، هو تدنيس، يجب أن يوقف فاعله عند حده، وطرده وعزله؟
**
4- الا يعد هذا النمط من التفكير، اختزالا لمعركة العراق مع داعش وجميع المتطرفين، وتجيير لها، على حساب “الوطن”، ولصالح جهة واحدة مستفيدة..بتحويل معركتنا مع داعش إلى حرب طائفية لا وطنية؟.
5-هل يجوز لأحد بعد هذا، أن ينتقد شيخا او رجل دين؟ وهل هذا تحذير شديد اللهجة وإرهاب وقمع للحريات فضلا عن كونه، تحريض لـ”العامة”..للاعتداء على كل من”تسول له نفسه الإساءة”؟
وهل هذا ممكن بالمناسبة؟، خاصة وأن “رجال العمامة” السوداء أو البيضاء باتوا موجودين في كل مكان ويكادون يتحكمون بكل شيء في حياتنا و”عراقنا”؟
6- هل يعد الاستفراد بالبشير وهو رجل ساخر، بطولة، وغيرة على سمعة شيخ جليل هو صباح شبر؟ أم ان المبالغة بالامر يهدف لشيء آخر أكبر من البشير وماقاله الشيخ، وهو إرسال رسالة واضحة للجميع أن انتقاد اي رجل دين هو تابو ولا يجوز ان ينتهك قدسيته أيا كان، ولو جاء تحت باب “الديمقراطية” وحرية التعبير عن الرأي؟
7- شخصيا، ويعيدا عن محاضرة الرضاعة الواردة هنا، أعتقد ان محاضرات الشيخ مهمة جدا، وعددها يناهز الألف، فهي توضح لنا دون لف ودوران، “الفكر” الذي يعمل بموجبه جميع رجال الدين، شيعة او سنة، وهو فكر عملي بالغ المباشرة والوضوح يؤكد عدم وجود الآخر نهائيا في عرفه، بل يجب الغاءه تماما وبالسيف إن لم يقر ويذعن له،
وهي بالتالي، محاضرات، مستفزة لكثيرين، وتستدعي ليس السخرية منها فقط، بل مناقشتها، وايجاد نقاط تعارضها مع دستور البلاد وقوانينها.