كشف وزير عراقي يرافق رئيس الوزراء حيدر العبادي في زيارته الحالية إلى واشنطن، لـ”العربي الجديد”، جانباً من كواليس الاجتماع الثاني الذي عقد، مساء أمس الاثنين، بين فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والوفد العراقي برئاسة العبادي.
وأوضح الوزير الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ”العربي الجديد”، اليوم الثلاثاء، أنّ “الاجتماع الأول اقتصر على ترامب والعبادي فقط، دون حضور أعضاء الوفد العراقي المؤلف من وزراء الخارجية إبراهيم الجعفري، والدفاع عرفان الحيالي، والنفط جبار لعيبي، والإعمار آن نافع، فضلاً عن رئيس ديوان إقليم كردستان فؤاد حسين، ومدير مكتب رئيس الوزراء”.
وقال الوزير، إنّ الاجتماع الأول، استمر لنصف ساعة فقط، قبل أن يعقد الجانبان الأميركي والعراقي، اجتماعاً آخر بحضور مسؤولي البلدين.
ووفقاً للوزير فإنّ أعضاء الوفد لم يشاركوا في الاجتماع الأول الثنائي، وهو إجراء بروتوكولي معتاد، “لكن على ما يبدو تم فتح مواضيع حساسة بعد خروج الصحافيين”، بحسب قوله.
وحول ما تم تناوله في الاجتماع الثاني، أوضح الوزير في اتصال هاتفي من العاصمة الأميركية واشنطن مع “العربي الجديد”، أنّ “الاجتماع بدأ بكلمة مباشرة وبلا مقدمات من الرئيس الأميركي، تناولت ملفات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وضرورة إنهاء دوامة العنف المستمرة منذ الغزو الأميركي للبلاد، وتقديم واشنطن مساعدات مالية وعسكرية للعراق، بشكل عاجل”.
ولفت الوزير، إلى أنّ ترامب كرّر عبارة “نحن لن نتخلّى عنكم” عدة مرات، مشيراً إلى أنّ الاجتماع “تناول الملفات السياسية في العراق، أكثر من تلك الأمنية، فضلاً عن التطرّق إلى مشاكل سابقة أوقعت البلاد بدوامة أكبر من العنف”.
وتابع أنّ “فريق مساعدي الرئيس الأميركي، هم من كان يطرح بعض الملفات والأخير يعقّب عليها، منها ما يتعلّق بإيران ونفوذها في العراق”.
وفي هذا السياق، أكد الوزير أنّ “الأميركيين لا يرغبون بوجود عسكري لإيران في العراق، كالحرس الثوري الإيراني، كما أنّهم تناولوا خطورة دخول المليشيات في الانتخابات المقبلة، مشددين على ضرورة دمجها بشكل تدريجي في أجهزة الأمن كالجيش والشرطة، فضلاً عن مقاتلي العشائر ومن يرغب بالتطوع من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك وبغداد”.
”
أكد الوزير أنّ الأميركيين لا يرغبون بوجود عسكري لإيران في العراق
”
كما لفت الوزير إلى “أنّهم (الأميركيين) يرغبون بحصر السلاح الثقيل بيد الجيش العراقي بالوقت الحالي، وإعادة جميع النازحين إلى منازلهم في المدن المحررة، ضمن جدول زمني لا يتجاوز نهاية العام الجاري”.
وشدّد ترامب، بحسب الوزير، على “ضرورة وقف ما بدأه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، من عمليات إقصاء واستهداف طائفي، ووجوب الاستماع إلى السنّة، وعدم التعامل مع الأكراد كخصوم”، داعياً إلى “تشكيل لجنة لحل مسألة المناطق المتنازع عليها”.
وكشف الوزير، أنّ “واشنطن ستعمل على تأهيل ثلاث فرق عسكرية بالجيش العراقي، تدريباً وتسليحاً، ودعم جهاز مكافحة الإرهاب، كما ستقوم بمنح العراق مساعدات مالية عاجلة لإعادة الاستقرار إلى المدن المحررة”.
وقال الوزير إنّ “عبارات الرئيس الأميركي حول الدعم العسكري لبلاده المقدّمة للعراق، تفيد بأنّ القوات الأميركية باقية، وقد تزداد أعدادها في المستقبل، وهو ما رحّب به العبادي”.
ومن المقرّر، وفقاً للوزير ذاته، أن ينعقد، اليوم الثلاثاء، لقاء آخر بين الوفد الحكومي العراقي، وفريق ترامب على رأسه نائب الرئيس مايك بينس، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومسؤولون في وزارة الدفاع (البنتاغون)، فضلاً عن لقاءات أخرى مع رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين، وأعضاء في مجلس الشيوخ.
وسيشارك العبادي، عقب هذه اللقاءات، في اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الدولي ضد “داعش”، غداً الأربعاء، والذي ينعقد في واشنطن لبحث ملفات عديدة.